ليتني أنام بدون أفلام الأنيمي..
لا تسهر يا أيمن على الغباء الذي تشاهده كل يوم.
ـ لن أسهر كثيرًا يا أمي.
أمي تسميها: غباءً، وأبي يسميها: سمومًا، والشيخ اليوم في الجامع سماها: قاتلة الأوقات ومخرِّبة العقيدة والعقول...
وماذا أفعل؟ لا أستطيع أبدًا أن أتخلى عنها! هي سلوى أوقاتي ورفيقة أيامي ونبض حياتي.. هي سعادتي وراحتي..
وماذا أفعل إن لم أشاهدها؟ ليس لديّ ما أقوم به! كل يوم تغسِّلني أمي وينشرني أبي بسببها لكنهم لا يأتون بالبديل! وإن فعلوا فهم يقترحون أشياء سخيفة لا تناسبني ولا أحبها!
سبحان الله! أفلام الأنيمي هذه إبداع وإثارة وخيال ليس له مثال! يبدو أني بدأت أقول فيها شعرًا!
لكن منذ تحدّث الشيخ عنها ولديّ إحساس بالذنب! أعترف أنها تمتلئ بالكفر والشِّرك، وأعترف أن فيها تصويرًا للملائكة، بل ويُدخلونهم في حروب ومعارك مع الشياطين، والكثير من القصص الغريبة المريبة!
سامحك الله يا سامر، أنت مَن دلّني عليها وأنت من حمّل لي الكثير من الحلقات لأشاهدها!
لا أدري أين وصلت أمور سامر! ألقت الشرطة القبض عليه اليوم! وسترني الله حيث كنت بعيدًا عنه! عجيبة هذه الأقدار، وعجيب هو ستر الله! كل يوم أنا معه في سيارته نتسكع ونعاكس البنات ونخالف القوانين والإشارات، ولم يحدث شيء.. اليوم فقط إعتذرتُ عن الذهاب معه لأن أبي تَوعّدني بالعقوبة لو عدتُ إلى البيت متأخرًا، فقالت لي نفسي: إسمع كلام والدك اليوم ويومًا آخر حتى يهدأ ويزول غضبه، ثم مارس أنشطتك اليومية مع سامر.. وفي هذا اليوم تحديدًا تُلقي الشرطة القبض على سامر بسبب مخالفة مرورية؟ لو كنت معه لوقعت في مشكلة ليس لها حل مع والديّ..
قد تكون هذه رسالة لأفهم أنّ رضا الوالدين ينجّي... والعاقل مَن يتعظ كما تقول وتكرر أمي!
سأشاهد حلقتين فقط وأدرس للإختبارات التي ستبدأ بعد أسبوع! ما هذا الملل؟ لو أن الحياة تخلو من الإختبارات بل ومن المدارس والجامعات!
إنتهى تحميل الحلقتين.. سأشاهدهما وأنام.
هل أنام ويكون آخر ما أسمعه قبل النوم ألفاظ شِرك وكفر؟
لكني أعرف الحلال والحرام ولن أتأثر بما أشاهد وأسمع!
ليس هذا المنطق مبررًا لمشاهدة الخطأ!
ماذا أفعل؟ كيف أقُلع عن هذه العادة؟
يجب أن أساعد نفسي.. فحتى متى أظل في مشاكل مع والديّ بسبب أفلام الأنيمي؟ بل كل مشاكلي معهما وسخطهما بسببها!
سأخرج وأجلس معهما حتى يغلبني النعاس.. وغدًا، وبعد غدٍ، ماذا سأفعل؟
سأطلب من والدتي أن تدعوَ الله لي ليملأ قلبي كرهًا لهذه الإنيمات! وسأُبعد جهازي المحمول عني ليكون وديعةً عند أمي حتى أعتاد على الفراق والحرمان! هل أقدر؟ يجب أن أقدر.. صديقنا حسام كان مولعًا بها، وتركها نهائيًا، وهو أول من نبهني إلى سوئها وقذارتها، وطلب مني أن نتعاهد على تركها ويعزّز أحدنا الآخر ويقوّيه، لكني لم أُعره إهتمامًا، وكان قويًا وقرّر ونفذ بدوني ونجح... ويجب أن أنجح مثله.
غدًا سأسأله عن تجربته وأرافقه وأتقرب منه...
بإسمك اللهم وضعت جنبي وبك أستعين.
الكاتب: إيمان شراب.
المصدر: موقع منبر الداعيات.